رأى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز ، سامي ابي المنى، ان "الوطن يئن من الفساد والانهيار وتتجاذبه القوى والمصالح من هنا وهناك، ولعبة الشارع وحمل السلاح شأن خطير يهدِّدُ المجتمعَ والوطنَ والعيشَ المشترَك، إذا ما لم تُضبَط على مستوى الوطن كلِّه، والدولة شبه عاجزة عن حزم الأمر وحسم القرار".
ولفت ابي المنى، خلال لقاء اقيم اليوم في بلدة شانيه، الى أن "مواقع التواصل حفلت بالسجالات والمخالفات والاتهامات والتجريح والآراء المتناقضة وربما بالبطولات الوهمية ومحاربة طواحين الهواء من هنا وهناك، وأصبحت مساحةً مفتوحةً للانفتاح والسجال والنشر والتواصل، الإيجابي أو السلبي، فيما إمكانية ضبط المواقع تحتاج إلى حكمةٍ عالية وجهدٍ بالغٍ وخبرةٍ تقنية رفيعة. ولعبة الشارع وحمل السلاح شأن خطير أصبحت تهدِّدُ المجتمعَ والوطنَ والعيشَ المشترَك، إذا ما لم تُضبَط على مستوى الوطن كلِّه، وحجَّة مقابلة الشيء بمثلِه تطغى على أي منطقٍ أو قانون، فيما الدولة شبه عاجزة عن حزم الأمر وحسم القرار".
وأضاف "أننا كنَّا دائماً مع النظام والدولة والقانون والمؤسسات، ولا يليق بنا إلَّا ذلك، شرط أن تحفظ الدولة حقوقَنا وكرامتَنا، كما حقوقَ كل مواطنيها وكرامتهم، وأن لا تكون منحازةً ظالمة وغيرَ عادلة. وهنا تكمن الحكمةُ في التعاطي وتبرزُ الحاجةُ لإقامة التوازن بين الحق الخاص والحقِّ العام، كما بين الحزم والمرونة، وبين المواقف الشجاعة والرويَّة والتبصُّر بعواقب الأمور، ولو كنَّا نعلم الغيبَ والنتائجَ لاخترنا السبيلَ الأقربَ إليها، ولكنّنا نعمل بحدود ما نعلم، ونسعى إلى الغاية الأمثل بنيَّة طيبة وإرادة صلبة ورؤية توحيديةٍ لا غبار عليها، ونتوكَّل دائماً على الله سبحانه وتعالى، فهو المعينُ النصير، وكلُّنا واحدٌ للقيام بالواجب ولتحقيق ما نصبو اليه".
وأشار الى أن "عقيدتنا التوحيدية وقيمنا الأخلاقية وتاريخنا البطولي حافزٌ لنا لسلوك دروب الطهارة والتقوى وطرق الخير والمعروف ومراقي الأخوّة والإلفة والمحبة. وما تعلّمناه من مشايخنا الأجلَّاء وسلفنا الصالح يحثُّنا على السير قُدُماً، والارتقاء بمسيرتنا التوحيدية درجةً درجة، ومن مهمةٍ إلى مهمَّة، ومن واجبٍ إلى واجب، تماماً كم يترقّى المتَّقون المسافرون في درجات التعاليم من الاجتناب إلى الاكتساب، ومن مستوى التخّلي عن العلائق الدنيوية والشهوات والشبهات إلى مستوى التحلّي بالخصال التوحيدية والفضائل الخلقية والنفسية، فإلى مستوى التجلّي والصفاء والنقاء".
وتابع "اعلموا إخواني أن تلك المسيرة هي هي التي تنقل الموحد من درجة الطلب والاسترشاد إلى درجة الإيمان والهداية فإلى درجة المعرفة والاستئناس، جعلنا الله وإيّاكم من أهلها العارفين السعداء الذين يأنسون بطريق الحقّ ولا يرضَون عنها بديلا".